أخي الكريم أختي الكريمة : هل سألت نفسك الأثمة هذا السؤال..؟؟
هل حاولت أن تجد إجابة عليه..؟؟
هل علمت يا أخي أن إجاببة هذا السؤال تعني رجوعك غيرالمشروط إلى طريق السلامة والعمل..؟
أعلم أن طرح موضوعـاً كهذا رما عكر صفو (غفوتك ) ولكني هب لي
الفرصة كي أمتع ناظريك
بما أعد الله لك من ثواب .. ولا تقل في نفسك : الجنة علمها عند الله ..
وربما قلت : لن ندخل الجنة بأعملنا.. كلام طيب جدا
ولكن اسألوا أنفسكم السؤال السابق اعلاه: هل اشتقتي يانفس إلى الجنة..؟
رجاء اقرأ هذه القصة:
إنها قصة أحد المشتاقين إلى الجنة .. قصة الصحابي : ثعلبه بن عبدالرحمن ..
كان ثعلبة يحب مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي يوم من الأيام عندما
كان عند النبي ، بعثه إلى بيت من بيوت اأنصار لغرض ما ، وفي أثناء ذهابه مر
على بيت من بيوت الأنصار ووجده مفتوحاً ، فإذا بامرأة تغتسل..
فنظر إليها ثعلبة .ثم مشى ..ثم عاد ونظر....
ثم قال : أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم .. يرسلني رسول الله في حاجتة ثم أفعل هكذا..
والله إن قرآن من السماء نزل بحقي .. والله إني فضحت أمام الرسول.ز وأخذ يعاتب نفسه
على هذه الفعلة ..ويقول : والله لن أعود إلى الرسول وقد نزل بي قرآن يـتلى إلى يوم القيامة..
فخرج هائماً على وجهه في جبال المدينة ولم يعد إلى الرسول.
فلما تأخر على الرسول، سأل رسول الله عنه مجموعة من الصحابة ،
فقالوا: لعله هنا أو هناك في عمل له . طال تأخر ثعلبة ، فقلق الرسول وأمر مجموعة من الصحابة بالبحث عنه حتى يجدوه ، فخرجوا يبحثون عنهفي الفلوات والبراري ، والجبال،
وبعد مدة من الزمن والعناء والبحث، وصلوا إلى جبل من جبال المدينة ووجدوا أعرابا،
فسألوهم عنه، فلما وصفوه قالوا الأعراب:لعلكم تقصدونا ذلك الفتى البكاء الذي يأتينا
كل مساء ليشرب شربة من اللبن ثم يغادر..؟؟
فقال الصحابة : حسنا نحن سنختبي حتى يأتي . فلما غابت الشمس ، نزل ذلك الشاب إليهم
كعادته فطلب اللبن ثم شرب شربة اختلطت بها دموع عينية ، فلما رأوه الصحابه إذا هو ثعلبة،
ولكن تغيرت هيئته ، فهو أشبه بالفرخ الصغير بشعر أشغث وثياب مهترئة ، وجلد تغير لونه ،
وبكاء مستمر لا ينقطع ، خرجوا عليه ، فانصدم لرؤيتهم ،
قالوا له : بعثنا رسول الله لنبحث عنك ، فتعال معنا..!! فقال : لا والله لاأذهب ..!
قالوا : رسول الله يريدك ..؟؟
قال : والله لن أذهب معكم..!!
قالوا : والله لن نعصي أمراً لرسول الله وسنأخذك معنا شئت أم أبيت..!!
أحضروه إلى بيته ، ثم ذهبوا إلى الرسول وأخبروه بخبر ثعلبه،
فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت ثعلبه ووجده راقداً على فراشه ،
فلما رآه ثعلبة قال وهو يبكي ويتقطع من الحـزن :
هل نزل قرآنا بي يارسول الله ..؟
قال الرسول : لا . قال ثعلبة : هل عدني الله من المنافقين..؟؟
قال الرسول: لا . مابالك ياثعلبة . ماذا حدث لك.
فقص ثعلبة بحزن ماحدث له للرسول صلى الله عليه وسلم .
فقال له رسول الله : هون عليك ياثعلبه. فوضع الرسول رأس ثعلبه على فخذه الطاهر.
فقال ثعلبة : أبعد فخذك الطاهر عن هذه الرأس الآثمة، فقال الرسول: لن أفعل فقط هون عليك.
فقال ثعلبة وهو يصارع نفسه : أشعر بألم بين عظمي ولحمي يارسول الله ..؟!
فقال الرسول : أو تحس هذا ياثعلبة .. أوتحس هذا ..؟
فقال ثعلبة: نعم أحس بألم في تلك المنطقة..!!
قال الرسول: إنه الموت ياثعلبة ..إنه الموت..
فلم يلبث طويلا حتى مات وهو على فخذ رسول الله ،
وبعد أن لقنه الرسول الشهادة ، غسل الرسول ثعلبة وطيبة وكفنة، ثم سار بجنازته ،
فكان يمشي رسول الله في الجنازة على أطارف اصابعة..
فقال له عمر بن الخطاب : ومايمشيك على أطراف أصابعك وليس هناك من يزاحمك..؟
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ويحك يابن الخطاب.. والله لا أجد لقدمي مكانا من كثرة الملائكة..؟؟
نعم ياسادة ... هكذا يكون التكفير عن الخطأ ..وهكذا يكون الأشتياق إلى الجنة..
فمن ذنب صغير إلى عبادة شاقة ،إلى عمل ذؤوب من أجل الايفوته ركب الجنان ..
لقد اشــــتاق ثعلبة للجنةبعد أن شعر لوهلة أن الله عده من المنافقين ..؟؟
من منا لا يذنب .. ومن منا لايعصي الله
والله إني الذنبوب تعتصرنا اعتصارا ومع ذلك ننام ملىء جفوننا..؟؟
كيف تشتاق نفوسنا إلى الجنة .. وهي تنام على معصية ..وتستيقظ على خطيئة..
وإيم الله لو أن الجنة بين إيدينا لزهدنا فيها في زمن طغت فيه المادية والعلمانية ..!!
كيف نشتاق إلى الجنة وقد تجرعنا الخمول والكسل..؟؟
أحبتي ابحثوا عن السبب قبل أن تقضوا على آخر ذره من الهواء تنتشقونها..?
كتبتها لكم ودمعتي عيني حين كتابتها اللهم نقنا من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم باعد بيني وبينا خطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب وفي الختام أسأل الله
لي ولكم الفردوس الأعلى وجمعنا وإياكم بالجنةعرضها سموات والأرض أُعدت لمتقين
ودمتم بحفظ الله