بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الاعزاء
الرحمة
هاهو النهار يجر آخر جنوده من معترك الحياة لهذا اليوم ، وتودعنا الشمس في صفرة شاحبة كأنها تأبى الفراق ،، ليبعث الليل جنود الظلام ، ويسدل على الدنيا ستره ، فتلتحف الحياة بعباءته السوداء ، وتتزين السماء بلألئ النجوم ،، رقُبت الليل من وراء نافذتي ، فإذا هو سحر بلون آخر ، يفرض على زخارف الدنيا وبهرجتها أن تتشابه في اللون وتتساوى في الظلام ،، فأرخيت العنان لأفكاري فانسابت على مهل
نظرت إلى سقوف المنازل وقد بدت بهية المنظر وهي تغتسل بضوء القمر ، ماذا تحتك يا سقوف ،، ماذا تحميل في طياتك ، وبين ثناياك ، من مختلف ومتآلف ، ومن أفراح و أحزان .
هاهو ذا العابد قد فرش جبهته على الأرض يناجي حبيبه ، وذاك في خلوته يعصي رقيبه ،،
وهذا الذي انكوى بنار الحرمان يدعوا ربا يراه مجيبه ، وذاك يهجر وقد جمع الوصال به حبيبه ،،
كم تحتك من سرير لميت يحف أهله حوله يبكون ، ومضجع لعروسين أحاط بهما الأقرباء يضحكون ،،
كم فيك يا بيوت من ساهر يتلظى من الألم ، ويشكوا الجوع والسقم
و كم فيك من قد شبع حتى التخم ، ونام نومة الحنين ، ولم يسل هل فيك فقير أو محتاج أو مسكين ،،
كم من فقير فرش الأرض الليلة وجعل غطاءه النجوم ،،
كم من مريض بينك يا شوارع ويا أزقة ، يشكوا سقمه لنفسه ويطلب دواءه من شقائه ،،
كم فيك ، وكم ، وكم......
عجيب أمرك يا دنيا ، كيف اغريت الغني وأفنعته بأنه لا مُحَوِل لحاله ، وأن النعيم داره ومآله ،، وكيف عذبت الفقير وأرغمته على الرضى بحاله ومآله ،، كيف قتلت الرحمة في القلوب ، ونزعة ما بقي فيها من بقايا الرفق والشفقة .
أم ان هذا حالك ، كظلام هذا الليل الحالك
* أخي القارئ - أختي القارئة *
أحببنا اليوم أن أناقش معكم هذه القضية لأعرف وجهات نظركم :
- الرحمة مصطلح بلا معنى في هذا الزمان . ما رأيك؟
- طغت المادية على تعاملات الناس ووصلت حتى المعاملات الإنسانية ،هل هذا سبب في غياب الرحمة
هل يمكن تِعداد أسباب غيابها في هذا الزمن ؟
- تتقاذف الناس أهواؤهم ، وتميد بهم سفن الحياة بين غناً وفقر ، وفقر وغناً .
أفليست العبرة في التراحم والتعاضد والتآخي فلما كل هذا الهرج إذا ، وكل هذه القسوة ؟
لا نريد تقييدكم بأسئلة ، وإنما أردنا توجيه النقاش فحسب
فآتو النبع من حيث شئتم ، وأفيضوا علينا من فضل فهمكم وعلمكم.
دمتم برعاية الله