عدد المساهمات : 133 نقاط : 299 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 01/09/1988 تاريخ التسجيل : 09/09/2010 العمر : 36
موضوع: الباب الذي لا يُغلق الجمعة ديسمبر 10, 2010 3:03 pm
الباب الذي لا يُغلق
[size=21]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ** لا أُدرك ، ولا أُهان ، ومعي الواحد الديان **الله - تبارك وتعالى - هو المُغيث المدرك عباده في الشدائد إذا دعَوه ، ومجيبهم ومخلصهم . وهو المغيث لكل مخلوقاته * * * وكذا يجيب إغاثة اللهفان وقف موسى - عليه الصلاة والسلام - البحر أمامه ، والعدو وراءه ، ومعه أمة خرجت ذليلة لله ، مستجيبة لأمر الله ، فوقف أمام البحر فلما قال له بنو إسرائيل : { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } قال واليقين معمور به قلبه ومليءٌ به فؤاده: { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } ، كلا ؛ لا أُدرك ، ولا أُهان ، ومعي الواحد الديان ، ففي طرفة عين ، تنزلت أوامر الله { أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ } وإذا بتلك الأمواج المتلاطمة العظيمة ، تنقلب في طرفة عين إلى أرض يابسة ، وإذا به على أرض لا يخاف دركًا فيها ولا يخشى ، قال الله - عز وجل - : { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ } ، سبحان الله ! بحر عظيم ؛ وفي طرفة عين تنقلب أمواجه إلى صفحة لا يجد فيها رذاذ الماء ، ويضرب لهذه الأمة المستضعفة الموقنة بالله - جل وعلا - طريقًا في ذلك البحر لا يخاف دركًا ولا يخشى ، كل ذلك باليقين بالله . ودعا نبينا - صلى الله عليه وسلم - في مواقف كثيرةٍ كثيرة لا تنحصر ، وخاصة عند لقاء الأعداء ، وتأمل غزوة بدر ، ويوم أُحد ، وما كان يوم الخندق ، والأحزاب ، حيث تكالب عليه الأعداء ، من مشركي مكة ، وغيرهم أولئك الأحزاب ، فاستغاث الرسول الكريم - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - استغاث بربه في الصباح والمساء ، نادي ربه ليكشف عنهم هذه الشدائد ، والكرب ، والبلاء { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } وتأمل هذا المشهد العجيب الذي ينقله لك أقرب الناس من سيد الناس - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول لك الصحابي الجليل علي – رضي الله تعالى عنه - قال : لما كان يوم بدر قاتلت شيئًا من قتال ، ثم جئت مسرعًا لأنظر ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجئت فإذا هو ساجد يقول : ( يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ) . لا يزيد عليهما ، ثم رجعت إلى القتال ، ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك ، ثم ذهبت إلى القتال ، ثم رجعت ، وهو يقول ذلك ، ففتح الله عليه . نعم استجاب الملك سبحانه وتعالى ، ونصر عبده ، وأيد جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله غيره ، ولا رب سواه . يا مالكا ما أعدلك * * * مليك كل من ملك لبيك إن الحمد لك * * * والملك لا شريك لك عبدك قد قصدك * * * أنت له حيث سلك لولاك يا رب هلك * * * لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك * * * والليل لما أن حلك كل نبي ومَلك * * * وكل من أَهلّ لك سبح أو صلى فلك * * * لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك * * * يا مخطئا ما أجهلك عصيت ربا عدلك * * * وأقدرك وأمهلك عجّل وبادر أملك * * * واختم بخير عملك لبيك إن الحمد لك * * * والملك لا شريك لك ** من وقف بباب الله أعانه الله ومن أعرض عنه خذله الله ** كم من أناس بيننا إذا نزلت بهم الشدائد ، وأحاطت بهم الهموم ، والغموم ، والمكائد ، تعلقوا بغير الله - والعياذ بالله - وكم من أناس بيننا يقولون : لا إله إلا الله ؛ ولكنهم يعظمون الأسباب ، ويحبونها أشد من حبهم لله ، فكم من مريض أصابه المرض ، فظن أن طبيبه يداويه ، وأنه يعافيه ويشفيه ، فنقص الإيمان من قلبه على قدر ما فات من يقينه ، وكم من مديونٍ ظن أن عبدًا يفك دينه ، ويقضي حاجته ، فخيب الله ظنه ، وقطع رجاءه ، فأصبح فقيرًا صفر اليدين من اليقين به - جل جلاله - . لذلك لا يليق بالإنسان أن يعلق رجاءه بغير الله ، والله - تبارك وتعالى - إذا امتحن الإنسان باليقين فتعلق بغير الله ، فإن الله - تبارك وتعالى - يمكر به ، ومن مواطن المكر بالإنسان أن يصرف قلبه لغير الله - عز وجل - ولذلك تجد بعض من يستعين بالسحرة وبالمشعوذين - والعياذ بالله- يمهلهم الله - جل جلاله - ويستدرجهم بتفريج الخطوب ، والكروب حتى يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، والله ثم والله ، إذا أراد الله بك الضر فلن ينجيك منه أحدٌ سواه { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } واستحب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لكل مؤمن إذا وضع خده ليسلم نفسه للموتة الصغرى ، أن يقول الدعاء المأثور: ( اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِى إِلَيْكَ وَوَجَّهْتُ وَجْهِى إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِى إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِى إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ) . فلا يظن الإنسان أن أحدًا ينجيه من الله - عز وجل - ولذلك أول ما يفكر فيه الإنسان إذا نزلت به المصيبة ، أو حلّت به بلية ، أن يتجه إلى الله وحده لا شريك له .مقتطفات من كتابنا ( الباب الذي لا يُغلق ) تقبله الله تعالى ونفع به . آمين . و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .