اسلام الطيب عضو فضي
عدد المساهمات : 133 نقاط : 299 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 01/09/1988 تاريخ التسجيل : 09/09/2010 العمر : 36
| موضوع: سلسلة فقه تربية البنين والبنات ( 2 ) ** لا تعن عليه الشيطان ** الأربعاء ديسمبر 01, 2010 8:40 pm | |
| سلسلة فقه تربية البنين والبنات ( 2 ) ** لا تعن عليه الشيطان **
[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ** لا تعن عليه الشيطان ** قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ وَلاَ الطَّعَّانِ وَلاَ الْفَاحِشِ وَلاَ الْبَذِىءِ ) وفي حديث صحيح : ( إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ ) وأُتيَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : برجل قد شَرِبَ فقال : ( اضْرِبُوهُ ) قال أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - : فَمِنَّا الضَّارِبُ بيده ، والضَّارِبُ بِنَعْلِهِ ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ ، فلما انْصَرَفَ قال بعضُ القوم : أَخْزَاكَ الله . قال : ( لاَ تَقُولُوا هَكَذَا لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ )رواه البخاري- رحمه الله تعالى- فيا أيها الوالد الكريم ، ويا أيتها الوالدة الفاضلة ، انتبهوا إن هذه الأحاديث الصحيحة تقولوا لكم : إنه لا يجوز لكم أيها الآباء ، أن تؤذوا أبنائكم ، نعم إن أذية اللسان من أشد أنواع الأذية ، ولها ضررها العظيم ، وخطرها الجسيم ، إن الوالد الذي يؤذي ابنه بلسانه ، ويعين الشيطان على تحطيم نفسيته ، وشخصيته إنه لمخطئ ، ومسيء نعم ، كيف يفلح الولد أو البنت ،،، كيف يفلح الأبناء وهم يسمعون الآباء ، يصبون عليهم جام غضبهم ، ويسلطون عليهم تلك الألسنة اللذعة الجارحة ...؟ كيف سيكون حال الصغير الذي يسمع الوالد أو الوالدة ، أو إخوته يقولون له : أنت غبي ، أنت فاشل ، أنت كذاب ، أنت جبان ، أنت وأنت ، كيف يفلح هذا الطفل الذي يُذكّره من حوله دائمًا بأخطائه ...؟ إن هذا الوالد الذي يقول لابنه : أنت عمرك ما هتفلح ، أنت عمرك هتعيش كده ، شفت فُلان أصغر منك ، وانظف منك ، وأحسن منك ، وحتى أختك الصغيرة أعقل منك ، إن هذا الوالد لن ينجح في تربية أولاده التربية الصحيحة المُستمدة من الكتاب ، وصحيح السُّنة ، بل سوف يجد الأبناء ، مع مرور الزمن مصابون بالعقد النفسية ، ومنكسرون أذلاء أينما وُجدو ، إن الولد الصغير الذي يسمع التجريح ، ويُعيّب بخطئه دائمًا ، وفي كثير من الأحيان وأمام الجيران ، أو أمام الناس ، سوف ينشأ طفلا خجولا ، منطويًا ، كسيرًا ، بل إنه سوف يفقد الثقة بنفسه وسوف يُصاب بالتوتر ، والاكتئاب ، والإحباط ، أو سوف ينقلب إلى عدو شرس ، حاقد ، حاسد ، ولقد قرأتُ أن شابًا مراهقًا قتل أخته ( شقيقته ) - 24 سنة - والسبب أنها كانت تعيّره برسوبه المتعدد في الثانوية العامة ، وكانت تقول له : أنت فاشل ، أنت وصمة عار على الأسرة ، أنت تستحق الذبح ، فهاج الشاب المراهق وماج ، وأحضر سكينًا وقام ... نعم من الصغار مَن لا يزداد بالإهانة إلا شراسةً ، عنادًا ، وتمردًا ، نعم - أيها الوالد - كلما أُهين الولد ، يصمم على الانتقام ، ويبدأ يعمل على إلحاق الضرر بالآخرين ، فهو دائمًا يشعر بالضيق ويشعر بأنه غير محبوب ، ولا مرغوب فيه ،،، أيها الآباء ، لا تعينوا الشيطان على أولادكم ، من الآن صفحة جديدة ، مهما أخطأ الولد أو البنت ، ومهما فعل الصغير فخذه بالرفق ،، الرفق يا أيها الغالي ، لا عنف ، ولا تجريح ، ولا تعيير بعد اليوم ، هيا لنحاول أن نعالج الأخطاء - أخطاء الصغار - أخطاء البنين والبنات ، بالرفق واللين ، بالكلمة الطيبة ، هيا لنحاول أن نصلح الأخطاء بطريقة جميلة ، دون المساس بالمشاعر ، والأحاسيس ، كما كان الرسول الكريم - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - يفعل ، إن الدعابة مع الأبناء تُبهج المزاج ، وتشرح الصدر ، وتدفع الأولاد للعمل والمبادرة ، والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . أيها الآباء ، ما كان رسول الله - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - يواجه أحدًا بما يكره .
بالله ، يا ناظرًا فيها ومنتفعًا * * * منها سَلِ اللهَ مغفرةً لجامِعِها
[/size] | |
|