هو الإمام الحافظ، الفقيه المجتهد: محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفرَّاء البغوي الشافعي ويلقب بركن الدين.
أحد العلماء الذين خدموا الكتاب العزيز، والسنة النبوية، بالعكوف على دراستهما، وتدريسهما، وكشف كنوزهما، وأسرارهما، والتأليف فيهما.
والفراء: نسبة إلى عمل الفراء وبيعها.
والبغوي:نسبة إلى بلدة بخراسان بين مرو وهراة يقال لها "بغ" و"بَغْشُوْر"
إن معظم المصادر التي ترجمت له لم تشر إلى السنة التي ولد فيها، غير أن
ياقوت الحموي قال في معجم البلدان: إنه ولد سنة (433 هـ) أما الزركلي فأشار
في الأعلام إلى أنه ولد سنة (436 هـ).
سمع الإمام البغوي من عدد كثير من العلماء في التفسير، والحديث، والفقه نذكر بعضًا منهم:
فقيه الشافعية القاضي حسين بن محمد المرَوْزي، فقيه خراسان، و عبد الواحد
بن أحمد بن أبي القاسم المليحي، الهروي والفقيه أبو الحسن علي بن يوسف
الجويني، المعروف: بشيخ الحجاز وكان فقيهًا فاضلًا و
أبو علي حسان بن سعيد المنيعي- نسبة إلى منيع جد- وكان حسان هذا رئيس مرو
الروذ، الذي عمَّ فضله خراسان، ببره، وأفضاله، وأنشأ الجامع المنيعي، وكان
يكسو في العام نحو ألف نفس و أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي المروزي
وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، بن عبد المالك بن طلحة النيسابوري القشيري الخراساني
و أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي النيسابوري الشيخ الرئيس، الثقة المُسنِد
تلاميذه:
لقد أقبل عليه طلاب العلم لكثرة علمه، وفضله، وسعة معرفته بعلوم كثيرة، ومنهم:
1- الشيخ أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد حفده العطَّارى 2 - الحسن بن مسعود البغوي أبو علي أخو الإمام الحسين البغوي تفقه على أخيه
3 - الواعظ المحدث أبو الفتوح محمد بن أبي جعفر محمد بن علي بن محمد الطائي الهمداني
4- عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد الليثي وهو إمام ورع، حافظ لمذهب الشافعي.
5- مثاور بن فزكوه أبو مقاتل الديلمي اليزدي، يلقب بعماد الدين، وهو من كبار تلامذته
عقيدته:
والإمام البغوي من أئمة السلف الصالح، الذين تقيدوا بالكتاب والسنة، في
مفهوم الاعتقاد وبخاصة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، ولنا على ذلك بعض
الأدلة منها: تعليقه على الحديث الذي رواه مسلم في القدر: باب تصريف الله
تعالى القلوب كيف شاء (4\2654) وذلك في الجزء الأول من كتابه العظيم شرح
السنة ص (168) "قال الشيخ الإمام: والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات
الله عز وجل ، وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل في صفات
الله تعالى، كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجي،
والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح - إلى أن
يقول في صفحة (170) فهذه ونظائرها صفات الله تعالى، ورد بها السمع يجب
الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضًا فيها عن التأويل، مجتنبًا عن
التشبيه، معتقدًا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيءٌ من صفاته صفاتِ
الخلق، كما لا تشبه ذاتُه ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى: { لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }.
صفاته وثناء العلماء عليه:
لقد تحلّى الإمام البغوي، رحمه الله، بصفات ومزايا كان لها أكبر الأثر في
تسميته بلقب "محي السنة، والإمام" وغير ذلك من الصفات التي أثبتها له كل من
ترجم له. فهو إمام في كتاب الله تعالى، وسنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، إمام في مذهبه الذي نشأ عليه، المذهب الشافعي، وذلك بحكم البيئة التي
نشأ فيها، والعلماء الذين أخذ عنهم، إلا أنه لم يتعصب لإمامه، بل كان
يتتبع الدليل، وينظر في أقوال العلماء وأدلتهم، وأخذ يدعو إلى الاعتصام
بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذين هما أصل الدين
وملاكه، ومنهما يصدر كل أمر شرعي. وهذا هو حال العلماء، الذين نهضوا بهذا
الدين على بصيرة من أمرهم.
قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: (كان البغوي يلقب بمحي السنة،
وبركن الدين، وكان سيدًا، إمامًا، عالمًا علامة، زاهدًا، قانعًا باليسير).
وقال السيوطي في طبقات الحفاظ: (وبورك له في تصانيفه، لقصده الصالح، فإنه كان من العلماء الربانيين، ذا تعبد ونسك، وقناعة باليسير).
وقال أيضًا في طبقات المفسرين: (كان إمامًا في التفسير، إمامًا في الحديث، إمامًا في الفقه).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: (وكان علامة زمانه، وكان دينًا ورعًا، زاهدًا، عابدًا، صالحًا).
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: (الفقيه، الشافعي، المحدث، المفسر، كان بحرًا في العلوم).
يتبع ان شاء الله