اسلام الطيب عضو فضي
عدد المساهمات : 133 نقاط : 299 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 01/09/1988 تاريخ التسجيل : 09/09/2010 العمر : 35
| موضوع: ** قصة مؤثرة : وهكذا فعل الأخ الشقيق ** السبت ديسمبر 04, 2010 6:25 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ** قصة مؤثرة : وهكذا فعل الأخ الشقيق ** * صاحب القصة ..ومشاورة الجُهّال * جلس خالد على مكتبه مهمومًا ، حزينًا ، ولاحظ زميله في العمل صالح ذلك الوجوم ، والحزن على وجهه ، فقام عن مكتبه واقترب من خالد ، وقال له: خالد نحن إخوة ، وأصدقاء ، قبل أن نكون زملاء عمل ، وقد لاحظت عليك منذ قرابة أسبوع ، لاحظت أنك دائم التفكير ، كثير الشرود ، وعلامات الهم ، والحزن ، بادية عليك ، وكأنك تحمل هموم الدنيا جميعها ، فإنه كما تعلم ، الناس للناس ، والكل بالله تعالى. سكت خالد قليلاً ، ثم قال : اشكر لك يا صالح ، اشكر لك هذا الشعور النبيل ، وأنا أشعر فعلا أنني بحاجة إلى شخص أبثه همومي ، ومشاكلي ، عسى أن يساعدني في حلها ، اعتدل خالد في جلسته ، وسكب لزميله صالح كوبًا من الشاي ، ثم قال : القضية يا صالح ، أنني كما تعلم متزوج منذ قرابة الثمانية أشهر ، وأعيش أنا وزوجتي في البيت بمفردنا ، ولكن المشكلة تكمن في أن أخي الأصغر ( حمد ) ذا العشرين عامًا أنهى دراسته الثانوية ؛ وتم قبوله في الجامعة هنا ، وسيأتي إلى هنا بعد أسبوع ، أو أسبوعين ، ليبدأ دراسته ، ولذا فقد طلب مني أبي ، وأمي ، وبإصرار وإلحاح شديدين ،أن يسكن حمد معي في منزلي ، بدلاً من أن يسكن مع بعض زملائه الطلاب ، في شقة من شقق العزاب ، لأنهم يخشون عليه من الانحراف ، والضياع ، فإن هذه الشقق كما تعلم تجمع ، من هب ، ودب ، والغث ، والسمين ، والمؤدب ، والضائع ، وكما تعلم فالصاحب ساحب . رفضت ذلك بشدة ، لأنه كما لا يخفاك ، شاب مراهق ، ووجوده في منزلي خطر كبير ، وكلنا مرت بنا فترة الشباب ، والمراهقة ونعرفها جيدًا ، و قد أخرج من المنزل أحيانًا ، وهو نائم في غرفته ، وقد أتغيب عن المنزل أحيانًا ، لعدة أيام بسبب ظروف العمل.. وقد.. وقد.. وقد.. * من هنا تكون الفتنة بهم أعظم وأشر * ولا أكتمك سرًا ، أنني قد استفتيت أحد المشايخ الفضلاء ، في هذا الموضوع فحذرني ، حذرني من السماح لأي شخص ، ولو كان أخي ، بأن يسكن معي ، ومع زوجتي في المنزل ، وذكر لي ، قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المجال ( الْحَمْوُ : الْمَوْتُ ) أي : أن أخطر شيء على الزوجة ، هم أقارب زوجها ، كأخيه ، وعمه ، وخاله ، وأبنائهم ، لأن هؤلاء يدخلون البيت بكل سهولة ، ولا يشك فيهم أحد ، ومن هنا تكون الفتنة بهم أعظم وأشر. ثم إنه لا يخفاك يا صالح ، أن المرء يريد أن يخلو بزوجته ، وحدهما في بيته ، حتى يأخذ راحته معها ، بشكل أكبر ، وهذا لا يمكن أن يتحقق ، مع وجود أخي حمد في المنزل. * غضبوا مني ، وهاجموني ، واتهموني بالعقوق * سكت خالد قليلاً ، وتناول رشفة من كوب الشاي الذي أمامه ، ثم تابع قليلاً ، وحين وضحتُ لأبي وأمي هذه الأمور ، وشرحت لهما وجه نظري ، وأقسمت لهم بالله العظيم ، إنني أتمنى لأخي حمد كل خير ، غضبوا مني ، وهاجموني عند الأقارب ، واتهموني بالعقوق ، ووصفوني بأنني مريض القلب ، وسيء النية ، خبيث القصد ، لأنني أسيء الظن بأخي ، مع أنه لا يعتبر زوجتي إلا مثل أخته الكبرى !!! ووصفوني بأنني حسود ، حقود ، أكره لأخي الخير ، ولا أريده أن يكمل تعليمه الجامعي. والأشد من كل هذا يا صالح ، أن أبي هددني قائلاً: هذه فضيحة كبيرة بين الناس ، كيف يسكن أخوك مع الأغراب ..؟وبيتك موجود ، والله إن لم يسكن حمد معك ، لأغضبن عليك أنا وأمك ، إلى أن نموت ، ولا نعرفك ، ولا تعرفنا بعد اليوم ، ونحن متبرئون منك في الدنيا قبل الآخرة. أطرق خالد برأسه قليلاً ، ثم قال : وأنا الآن حائر ، تائه ، فمن جهة أريد أن أرضي أبي وأمي ، ومن جهة لا أريد أن أضحي بسعادتي الأسرية ، فما رأيك يا صالح ...؟ ما رأيك في هذه المشكلة العويصة ... ؟ * هكذا اتهموني ،،، إنك شخص موسوس ، وشكاك !!! * اعتدل صالح في جلسته ، ثم قال: بالتأكيد أنت تريد رأيي في الموضوع بكل صراحة ،ووضوح ، ولذا اسمح لي يا خالد ، أن أقول لك ، إنك شخص موسوس ، وشكاك !!! وإلا فما الداعي لكل هذه المشاكل ، والخلافات ، مع والديك ، ألا تعلم أن رضا الله في رضا الوالدين ، وسخطه في سخطهما ...!! وإذا سكن أخوك معك في منزل واحد ، فإنه سيقوم بشؤون وحوائج البيت !!! في حال تغيبك ، لأي سبب من الأسباب ، وسيكون رجل البيت في حال غيابك ، سكت صالح قليلاً ، ليرى أثر كلامه على وجه خالد ، ثم تابع قائلاً: ثم إني أسألك لماذا سوء الظن بأخيك ..؟! ولماذا تتهم الأبرياء ...؟! بدون دليل ، أنسيت قول الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }. أخبرني ألست واثقًا من زوجتك ؟!.ألست واثقًا من أخيك ...؟! فقاطعه خالد قائلاً : أنا واثق من زوجتي ، ومن أخي( ) ، ولكن أيـ... فقاطعه صالح معاتبًا ؛ قائلاً : عدنا إلى الشكوك ، والأوهام ، والتخيلات ، ثق يا خالد ، أن أخاك حمد سيكون هو الراعي الأمين ، لبيتك في حال حضورك ، وفي حال غيابك ، ولا يمكن أن تسول له نفسه ، أن يقترب من زوجة أخيه ، وذلك لأنه ينظر إليها ، وكأنها أخته ، واسأل نفسك يا خالد ، لو كان أخوك حمد متزوجًا ، هل كنت ستفكر في التحرش بزوجته ، أو التعرض لها بسوء أظن ، إن الجواب معروف لديك خالد ، لماذا تخسر والدك .. وأمك .. وأخاك .. وتفرق شمل العائلة .. وتشتت الأسرة .. من أجل أوهام ، وتخيلات ،وشكوك ، واحتمالات ، لا حقيقة لها...؟! فكن عاقلاً ..!! وأرض أباك ، وأمك ، ليرضى الله عنك ... ؟! وإرضاء لشكوكك ،ووساوسك ، أنصحك أن تجعل حمد في القسم الأمامي ، من المنزل ، وتغلق الباب ، الباب الفاصل بين القسم الأمامي ، وبقية غرف المنزل . * أخي ، وزوجتي ، في المنزل معي * اقتنع خالد بكلام زميله صالح ، ولم يكن أمامه مفر من القبول ، بأن يسكن أخوه حمد معه في المنزل ، بعد أيام وصل حمد إلى المطار ، واستقبله خالد ، ثم توجها سويًا إلى منزل خالد ، ليقيم حمد في القسم الأمامي ، وسارت الأمور على هذا المنوال. * ودارت الأيام * ودارت الأيام دورتها المقدرة لها في علم الله تعالى ، وها نحن الآن بعد أربع سنوات ، وها هو خالد قد بلغ الثلاثين من عمره ، وأصبح أبًا لثلاثة أطفال ، وها هو حمد في السنة الدراسية الأخيرة له ، وقد أوشك على التخرج من الجامعة ، وقد وعده أخوه خالد بأن يسعى له بوظيفة مناسبة في الجامعة ، وبأن يبقى معه في المنزل نفسه ، حتى يتزوج ، وينتقل مع زوجته ، إلى منزله الخاص به . * بداية العاصفة * وفي ذات مساء بدأت العاصفة .. فبينما كان خالد عائدًا بسيارته ، بعد منتصف الليل إلى منزله ، وبينما هو يسير في أحد الطرق في حارة مجاورة لمنزله ؛ إذ لمح من بعيد شبحين أسودين ، لمح شبحين أسودين على جانب الطريق ، فاقترب منهما ، إذا بعجوز كبيرة في السن ، ومعها فتاة مستلقية على الأرض ، وهي تصرخ ، وتتلوى ، والعجوز تصيح ، وتولول : أنقذونا .. أغيثونا .. يا أهل الخير ، استغرب خالد هذا الموقف ، ودعاه فضوله إلى الاقتراب منهما أكثر ، وسؤالهما عن سبب وقوفهما على جانب الطريق ، فأخبرته العجوز ، أنهم ليسوا من أهل هذه المدينة ، حيث لم يمض على سكنهم فيها إلا أسبوع فقط ، وهم لا يعرفون أحدًا هنا ، وأن هذه الفتاة هي ابنتها ، وزوجها مسافر خارج المدينة ، لظروف عمله ، وقد أصابتها آلام الطلق ، والولادة ، قبل موعدها المحدد ، وابنتها تكاد أن تموت من شدة الألم ، ولم يجدوا أحدًا يوصلهم إلى المستشفى ، لتلد الفتاة هناك. ثم خاطبته العجوز ، والدموع تنهمر من عينيها ، وهي تتوسل إليه قائلة : أرجوك ... أُقبل قدميك ، اعمل معي معروفًا ، أوصلني ، وابنتي ، إلى أقرب مستشفى ، الله يحفظ لك زوجتك ، وأولادك ، من كل مكروه. * ووصلوا إلى أقرب مستشفى ،،، مستشفى الولادة * أثرت دموع العجوز ، وصراخ الفتاة الملقاة على الأرض ، في قلب خالد ، وتملكته الشفقة عليهما ، وبدافع النخوة ، والشهامة ، والمروءة ، ومساعدة المكروب ، وإغاثة الملهوف ، وافق على إيصالهم إلى المستشفى ، فقام بمساعدة العجوز ، بإركاب الفتاة داخل السيارة ، ثم انطلق بهم مسرعًا إلى أقرب مستشفى للولادة ، ولم تفتر العجوز ، أم الفتاة ، طوال الطريق عن الدعاء له ، بالخير ، والتوفيق ، وأن يبارك الله له في زوجته ، وذريته. .بعد قليل وصلوا إلى المستشفى ، وبعد إنهاء الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالات ، دخلت الفتاة إلى غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية لها لتعذر ولادتها ولادة طبيعية. وإمعانًا من خالد في الكرم ، والشهامة ، والمروءة ، لم تطاوعه نفسه أن ينصرف ويدع هذه العجوز المسكينة ، وابنتها الضعيفة ، وحدهما قبل أن يتأكد من نجاح العملية ، وخروج المولود بسلام ، فأخبر العجوز أنه سينتظرها في صالة انتظار الرجال ، وطلب منها إذا انتهت العملية ، وتمت الولادة بنجاح ، أن تبشره بذلك ، واتصل بزوجته في المنزل ، وأخبرها أنه سيتأخر قليلاً في المجيء إلى البيت ، وطمأنها على نفسه. * نريدك خمس دقائق في غرفة المدير * جلس خالد في صالة انتظار الرجال ، وأسند ظهره إلى الجدار فغلبته عينه فنام ، ولم يشعر بنفسه ، لكن الذي يذكره جيدًا تلك المشاهد التي لم تمح من ذاكرته أبدًا ، إذ آفاق من نومه على صوت صراخ الطبيب المناوب ، واثنين من رجال الأمن يقتربون منه ، والعجوز تصرخ ، وتولول ، وتشير بيدها إليه قائلة ، هذا هو ، هذا هو ، دهش خالد من هذا الموقف ، فقام من مقعده ، واتجه مسرعًا ، صوب أم الفتاة ، وبادرها بلهفة قائلاً : هاه ، هل تمت الولادة بنجاح ..؟ . وقبل أن تنطق العجوز بكلمة ، اقترب منه ضابط الأمن ، وقال له : أنت خالد ...؟ قال : نعم . فقال له الضابط : نريدك خمس دقائق في غرفة المدير، دخل الجميع غرفة المدير ، وأغلقوا عليهم الباب ، وهنا أخذت العجوز تصرخ ، وتضرب وجهها ، وتلطم خدها ، وتشد شعرها ، وهي تصيح قائلة : هذا هو المجرم السافل ، أرجوكم لا تتركوه يذهب ، وا حسرتاه عليك يا ابنتي ، بقي خالد مدهوشًا حائرًا ، لا يفهم شيئًا مما حوله ، ولم يفق من دهشته ، إلا عندما قال له الضابط : هذه العجوز تدعي أنك زنيت بابنتها ، واغتصبتها رغمًا عنها ، فحملت منك سفاحًا ، ثم لما هددتك بأن تفضحك وتبلغ عنك الشرطة ، وعدتها بأن تتزوجها ، ولكن بعد أن تلد ثم تضعوا الجنين عند باب أحد المساجد ليأخذه أهل الخير ، ويوصلوه إلى دار الرعاية الاجتماعية ، صعق خالد لسماع هذا الكلام ، واسودت الدنيا في عينيه ، ولم يعد يرى ما أمامه ، وتحجرت الكلمات في حلقه ، واحتبست الحروف في فمه ، وسقط على الأرض مغمىً عليه . * سنقوم بإجراء بعض التحاليل الطبية الخاصة ، لتظهر الحقيقة * بعد قليل أفاق خالد من إغماءته ، فرأى اثنين من رجال الأمن معه في الغرفة ، فبادر الضابط المختص قائلاً : خالد ، أخبرني بالحقيقة ، ملامحك تنبئ أنك شخص محترم ، ومظهرك يدل على أنك لست ممن يرتكب مثل هذه الجرائم المنكرة . فقال خالد والألم يمزق قلبه : يا ناس ، أهذا جزاء المعروف ، أهكذا يقابل الإحسان ، أنا رجل شريف عفيف ، وأنا متزوج وعندي ثلاثة أطفال ذكران ، ... ، و... ، وأنثى ...، وأنا أسكن في حي معروف . لم يتمالك خالد نفسه ، فانحدرت الدموع من عينيه ، إنها دموع الظلم والقهر ، إنها دموع البراءة والطهر ، ثم لما هدأت نفسه ، قص عليه خالد قصته كاملة ، مع تلك العجوز وابنتها ، ولما انتهى خالد من إفادته ، قال له الضابط : هون الأمر عليك ، أنا واثق أنك بريء ، ولكن القضية ، لابد أن تسير ، وفق إجراءاتها النظامية ، ولابد أن يظهر دليل براءتك ، والأمر بسيط في مثل حالتك هذه فقط سنقوم بإجراء بعض التحاليل الطبية الخاصة ، التي ستكشف لنا الحقيقة ، فقاطعه خالد أية حقيقة ، الحقيقة أنني بريء ، وشريف ، وعفيف ، ألا تصدقونني ، إن الكلاب لتحسن لمن أحسن إليها ، ولكن كثيرًا من البشر ، يغدرون ويسيئون لمن أحسن إليهم ، في الصباح تم أخذ عينات من الحيوانات المنوية لخالد ، وأُرسلت إلى المختبر ، لفحصها وإجراء الاختبارات اللازمة عليها ، وجلس خالد مع الضابط المختص ، في غرفة أخرى ، وهو لا يفتر عن دعاء الله ، واللجوء إليه ، أن يكشف الحقيقة ، بعد ساعتين تقريبًا ، جاءت النتيجة المُذهلة ، لقد أظهرت التحاليل الطبية ، براءة خالد من هذه التهمة الكاذبة ، فلم يملك خالد نفسه ، من الفرحة ، فخر ساجدًا على الأرض ، شكرًا لله - تبارك وتعالى - على أن أظهر براءته ، واعتذر الضابط ، عما سببوه له من إزعاج ، وتم اقتياد العجوز وابنتها ، إلى قسم الشرطة ، لمتابعة التحقيق معهما ، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهما . * عجّل بإحضار أطفالك الثلاثة ،،، لأقطع الشك باليقين * حرص خالد قبل مغادرة المستشفى ، على توديع الطبيب المختص ، الذي باشر القضية ، فذهب إليه في غرفته الخاصة به ، مودعًا وشاكرًا لجهوده ، ولكن الطبيب فاجأه ، قائلاً : لو تكرمت ، أريدك في موضوع خاص ، لدقائق فقط .. بدأ الطبيب مرتبكًا ، بعض الشيء ، ثم استجمع شجاعته ، وقال : في الحقيقة يا خالد ، من خلال الفحوصات ، التي أجريتها لك ، أشك أن عندك مرضًا ما ، ولكنني غير متأكد من ذلك ، ولذلك أريد أن أجري بعض الفحوصات ، لزوجتك ، وأطفالك ، لأقطع الشك باليقين ، فقال خالد : وقد بدا الخوف ، والفزع ، على محياه ، أرجوك يا دكتور ، أخبرني ماذا لدي ، إنني راض بقضاء الله وقدره ، ولكن المهم عندي ، هو أطفالي الصغار ، إنني مستعد للتضحية من أجلهم ، ثم أجهش بالبكاء ، أخذ الدكتور يهدئ من انفعاله ، ويطمئنه ثم قال له: أنا في الحقيقة لا أستطيع أن أخبرك الآن بشيء ، حتى أتأكد من الأمر ، فقد تكون شكوكي في غير محلها ، ولكن عجل بإحضار أطفالك الثلاثة . * ومنذ متى وهو يسكن معكم ...؟* بعد ساعات معدودة ، أحضر خالد زوجته ، وأطفاله ، إلى المستشفى ، وتم إجراء الفحوصات ، والتحاليل اللازمة لهم ، ثم أوصلهم إلى السيارة ، وعاد هو ليتحدث قليلاً مع الطبيب ، وبينما هما يتحدثان سويًا ، إذ رن جوال خالد ، فرد على المتصل ، وتحدث معه لدقائق ، ثم أنهى المكالمة ، وعاد للحديث مع الطبيب ، الذي بادره قائلاً : من هذا الذي تقول له : إياك أن تكسر باب الشقة ، فقال له : هذا أخي حمد ، إنه يسكن معي في الشقة نفسها ، وقد أضاع مفتاحه الخاص به ، وهو يطلب مني أن أحضر بسرعة ، لأفتح له الباب المغلق . - فقال الدكتور متعجبًا : ومنذ متى وهو يسكن معكم ...؟ - فقال خالد : منذ أربع سنوات ، وهو الآن يدرس في السنة النهائية ، من الجامعة . - فقال له الدكتور : هل يمكن أن تحضره ، لنجري عليه بعض الفحوصات ، لنتأكد هل المرض وراثي ، أم لا ...؟ - فقال خالد : بكل سرور غدًا سنكون عندك ، وفي الموعد المحدد حضر خالد ، وأخوه حمد ، إلى المستشفى ، وتم إجراء الفحوصات ، والتحاليل اللازمة لحمد ، وطلب الطبيب من خالد ، أن يراجعه بعد أسبوع من الآن ، ليعرف النتيجة النهائية ، ويتأكد من كل شيء . ظل خالد طوال الأسبوع ، قلقًا مضطربًا ، وفي الموعد المحدد ، جاء إلى الطبيب الذي استقبله بكل ترحاب ، وطلب له كوبًا من الليمون لتهدأ أعصابه ، وبدأ يحدثه عن الصبر ، على المصائب ، والنكبات ، وأن هذه هي حال الدنيا ، فقاطعه خالد قائلاً : أرجوك يا دكتور ، لا تحرق أعصابي أكثر من ذلك ، أنا مستعد لتحمل أي مرض ، وهذا قضاء الله وقدره ، فما هي الحقيقة ... ؟ طأطأ الدكتور برأسه قليلاً ، ثم قال : في كثير من الأحيان ، تكون الحقيقة أليمة ، قاسية مريرة ، لكن لابد من معرفتها ، ومواجهتها ، فإن الهروب من المواجهة ، لا يحل مشكلة ، ولا يغير الواقع . * المفاجأة القاتلة * سكت الطبيب قليلاً ، ثم ألقى بقنبلته المدوية ، قائلاً: خالد ، أنت عقيم لا تنجب ، والأطفال الثلاثة ليسوا أطفالك ، بل هم من أخيك حمد . لم يطق خالد ، سماع هذه المفاجأة القاتلة ، فصرخ صرخة مدوية ، جلجلت في أرجاء المستشفى ، ثم سقط مغمى عليه . بعد أسبوعين ، أفاق خالد من غيبوبته الطويلة ، ليجد كل شيء ، في حياته قد تحطم وتهدم . ** العاقبة المؤلمة وهكذا تحطمت الأسرة ** لقد أصيب خالد ، بالشلل النصفي ، وفقد عقله ، من هول الصدمة ، وتم نقله ، إلى مستشفى الأمراض العقلية ، ليقضي هناك ما تبقى له من أيام. وأما زوجته ، فقد أحيلت إلى المحكمة الشرعية ، لتصديق اعترافاتها شرعًا ، وإقامة حد الرجم ، حتى الموت عليها . وأما أخوه حمد ، فهو قابع وراء قضبان السجن ، ينتظر صدور العقوبة الشرعية ، بحقه. وأما الأطفال الثلاثة ، فقد تم تحويلهم إلى دار الرعاية الاجتماعية .. ليعيشوا مع اللقطاء ، والأيتام . ومضت سنة الله الباقية ( الْحَمْوُ : الْمَوْتُ ) { وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } ( ) { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } إن هذه القصة الرهيبة تقول لكم : { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }. فانتبه – يا أيها الإنسان - إن الذي حدث في بيت فُلان ، ومع فُلانة ، من السهل جدًا جدًا أن يحدث ويتكرر مع أي زوجة ، وفي أي بيت ، ما لم ننتبه ونستجيب لله تبارك وتعالى . ** أيها الغالي ، انتبه ، انتبه ، انتبه . لا تأمنن على النساء أخي أخًا * * ما في الرجال على النساء أمين إن الشقيق وإن تكلف جهده * * * لا بد يومًا بنظرة سيخون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . بتصرف كبير من / ( قصص مؤثرة للشباب ) . | |
|