بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
سأبدأ موضوعي الفكري المهم بالنسبة لي بإذن الله ...
عندما يغيب شبابنا ريحان الحب في الله قد يحاولون ملئ فراغ قلوبهم بنفايات الحب الجاهلي..
أساء بعض الناس لمفهوم الحب حتى أصبح الكثير من المخلصين يشعرون بالحرج من الكلام عن الحب ،
ويترددون في إظهار عواطفهم الإنسانية السامية التي فجرها الاسلام،
فتوارى الحب الاصيل مرغما....
وانتشرت في وسائل الاعلام دعاوى الحب الرخيص التافه السطحي الذي يركز على هلاقة الرجل
بالمرأة فقط،،وغالبا ماتكون علاقة لاترضي الله تعالى....
ولسنا ضد العواطف البريئة ضمن الاطار الشرعي...
والتي ليس فيها تجاوزات بين الرجل والمرأة...
لكن المصيبة ان وسائل الاعلام غالبا مايكون تركيزها على العلاقات الآثمة...
فلوثوا طهارة هذه الكلمة البريئة بأفكارهم الملوثة، ومعاذ الله ان يكون هذا حبا، بل يطلقون عليه زورا وبهتانا اسم الحب..
إنما هي رغبات ومصالح وشهوات يحاولون تصريف عواطف الناس في دروبها..
وماذلك الا انهم ادركوا خطورة ان يهتدي الناس لرياحين الحب في الله والتي قام عليها المجتمع الاسلامي الاول..
ولكن كيف نرضى لأوثق عرى الاسلام أن تتراجع وتنكمش أمام هذه الهجمة؟؟
هل يبقى المسلم المحب الصادق متواريا بحبه فيظن الناس أن المسلمين بلا قلوب وبلا عواطف؟؟
وهل نترك الميدان لهؤلاء الدخلاء يستغلون حاجة الناس الفطرية للحب فيقدمون لهم هذا الحب المزيف؟؟
أليس علينا على الاقل ان ندافع ونوضح الامور ونقدم للناس النظرة الاسلامية للحب وانواعه... وندعوهم الى اجمل حب وانقاه واقربه الى الله؟؟
هذا الحب الذي يروي ظمأ الروح إلى المعاني العالية والى الروحانيات السامية ويفتح لنا الآفاق فترق حواسنا وتشف نفوسنا
فنرتقي شيئا فشيئا لنصل الى ابعد مستوى حب الانسان فقط لأخيه الانسان ، بل ايضا تتعدى المحبة الى كل الكون حتى الجمادات،،
وذلك بشعورنا بوحدة العبودية لله ...
ألم يقل نبينا _صلى الله عليه وسلم_:"أحد جبل يحبنا ونحبه"
رواه البخاري
وتاريخنا الاسلامي حافل بمواقف الحب الجميل النوراني فتعالوا نتعلم منهم الحب ،
ولنفتح قلوبنا للحب الراقي فمن كانت همته عاليا كان مبتغاه من الحب عاليا وراقيا..
ان الحب في الله عبادة يتقرب بها الى الله،، وبها يجد الانسان حلاوة الايمان وحلاوة الحب التي لايستطيع اي انسان مهما كانت فصاحته وبلاغته ان يصفها..
هذه الحلاوة التي اوجدها الله في قلوب المتحابين فيه..
وكل من ذاقها لايرضى عنها بديلا ..أن جميع متع الدنيا ولذاتها مهما كانت ، تبدو تافهة لاتساوي شيئا مقابلها..
ولو علم اهل الدنيا هذه النعمة التي يتقلب بها المتحابون لقاتلوهم عليها..
ولكن هيهااات..
فالله عز وجل هو الذي ختار لها اهلها ..
ولعلنا من خلال هذا الموضوع وبتقديمه للناس بالشكل الصحيح تطمح نفوسنا لأن نكون من اهل المحبة الذين يختارهم الله لها..آميــــــــــــــــــــن
والحب في الله ليس مجرد عاطفة في القلب دونما هدف
بل هي عاطفة هادفة تجمع القلوب وتوحد بينها وتمهد الطريق للدعوة ..
وهو ليس امرا اختياريا بل ينبغي لكل مسلم يريد ان يكتمل ايمانه ان يحب في الله ويبغض في الله ..ولو بأدنى درجات الحب والبغض في الله..
قال عمر بن الخطاب:"لو ان رجلا صام النهار وقام الليل وتصدق وجاهد ولم يحب في الله ولم يبغض في الله
مانفعه ذلك"
وقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:"وهل الدين الا الحب في الله والبغض في الله "
رواه ابو داود والحاكم وعائشة..
هذا هو موضوعي شد اهتمامي ولفت الانتباه بقوة لذا اتمنى منكم جميعا واختي مروة ان نجتهد بتحضريه وامعان تفهيمه والدعوة فيه الى باقي العامة...
ودمتم بخير سلامي وتحياتي..